مرحبا بكم

أعرض فى هذه المدونة بعض الأجزاء من كتابى"مستشارك الخاص"ويمكنكم تحميل الكتاب كاملا من موقع:إصدارات الكاتب المصرى/محمود عبد القادر

الخميس، 19 أبريل 2012

تحذيرات من خدمات صورية عديمة الجدية

تحذيرات من خدمات صورية عديمة الجدية
عيب يا أكاديمية
تعرفت مذ شهور على موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة islamacademy.net وعرفت أنه يقدم خدمة دراسة العلوم الشرعية عن بعد مجانا ويبث هذا الموقع محاضرات ودروسا فى العلوم الشرعية ويستطيع الدارس دراسة العلوم الشرعية مجانا عبر التسجيل على الموقع ومتابعة الدروس ثم الامتحان عبر الشبكة العالمية فى نهاية كل فصل دراسى ثم الحصول على شهادة الدورة العلمية فى التخصص الذى اختاره الدارس وطبيعى أن هذه الشهادات غير معترف بها لكن الدارس حسبه أنه تعلم علما جيدا منظما خلال مناهج منظمة صحيحة.
وقد أعلن الموقع عن افتتاح التسجيل فى ديسمبر2010م فسجلت اشتراكى بالأكاديمية فى ديسمبر 2010واخترت المستوى الأول من دورة اللغة العربية وتابعت الموقع أسبوعيا فوجدت عليه المحاضرة الأولى مكتوبة ثم الدروس الصوتية للمقرر وراسلت الموقع لأستفسر عن أشياء وأقترح اقتراحات لكنه لم يرد على ولم أجد أى أخبار عن الامتحانات لا على الموقع ولا كرسائل على بريدى الإلكترونى ثم فوجئت فى إبريل2011م بأن موقع الأكاديمية قد كتب فيه أن نتيجة الفصل الدراسى السابق قد ظهرت وأن عددا من الدارسين قد نجح وآخرا قد رسب وآخرا قد تغيب عن الامتحان فتعجبت كل التعجب وراسلت الموقع لأستفسر عن سر ما حدث فلم يرد علي أيضا.
لقد أعجبت أنا وغيرى بالموقع ووثقنا به وقد نشرت إعلانات عن الموقع قدر ما استطعت فى أنحاء الشبكة العالمية ودعوت أصدقائى وزملائى للاشتراك به ونشره ووثق به آخرون وتبرعوا له تبرعات مالية فهل يصح بعد كل هذه الثقة أن يكون الموقع غير أهل لهذه الثقة وأن يثبت للكل بأنه موقع صورى لا فائدة منه بل إن الضرر يلحق بكل من آمن به ونشره ودعا إليه؟!
أرجو من مسئولى هذا الموقع أن يتقوا الله وأن يكونوا أهلا لشرف طلب العلم وأهلا للدعوة الإسلامية .
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 28أبريل2011م

-عدم جدية الشكاوى بالهاتف والبريد الإلكترونى
رغم وجود خطوط هاتفية ساخنة وعناوين بريد إلكترونى للهيئات لتلقى شكاوى المواطنين إلا أنه فى الواقع لا يلتفت إلا للشكاوى المرسلة بالبريد العادى أو التلغراف أما الشكاوى المبلغة بالهاتف أو البريد الإلكترونى فتعتبر غير رسمية
هل الصحافة مهنة يعتمد عليها فى كسب القوت؟
كنت أعتقد أن العمل بالصحافة والإعلام دون مقابل مادى تحت قناع التدريب المفرط فى طول المدى وتحت حقيقة الاستغلال موجود بالصحف الصغيرة والإقليمية فقط بعدما كانت لى تجارب شخصية فى هذا الأمر إضافة إلى تجارب زملائى لكنى اكتشفت أنه موجود فى الصحف الكبيرة أيضا بعما حدث نفس الأمر مع زملاء لى بأكبر الصحف القومية تدربوا بها لمدة عامين ولم يحصلوا منها على مليم واحد ولا على فرصة عمل ، كما كنت أعتقد أن ذلك الأمر قد يكون فى الصحافة فقط وأنه لن يكون فى القنوات الفضائية ولكن اتضح لى الأمر بعدما قدم صديق لى برنامجا من خمس حلقات بإحدى القنوات الفضائية دون مقابل مادى ، وكنت أعتقد أن ذلك قد يكون موجودا بمصر فقط دون باقى العالم لكنى وجدت أصدقاء لى بالدول العربية عانوا من نفس الأمر فلم أتوقع مطلقا أن يحدث ذلك فى الغرب لكن هيهات ؛ فقد قرأت خبرا عن حدوث ذلك بإحدى صحف الغرب.
انتقدنى كثير من أصدقائى على الفقرة السابقة بزعم أن التدريب أصله دون مقابل وهدفه الأساسى اكتساب الخبرة وأن من وجد فرصة حقيقية للعمل بالصحافة فسيحصل على قدر جيد من المال وأرد على هؤلاء بالآتى:
علمتنى الحياة أن أنظر إلى الفوائد بنهاياتها ؛ فمثلا إذا اكتسب شخص شهرة فإن الشهرة ليست فائدة فى ذاتها وإنما الفائدة الحقيقية فيما سيكسبه من الشهرة والحقيقة أن زعم هؤلاء أن من وجد فرصة حقيقية للعمل بالصحافة فسيحصل على قدر جيد من المال زعم خاطئ لأنهم لم يبنوا زعمهم هذا على الواقع وإنما بنوه على الأفلام السينمائية المصرية التى أظهرت الصحفيين فى رغد تام ؛ فالسينما هى أقدر وسيلة على نشر الثقافة وبث الأفكار وقد بنى هؤلاء أفكارهم على الأفلام ولم ينظر أحد للواقع بتفحص لأن ذلك لم يك بإمكانه ؛ فمثلا عندنا فى صعيد مصر هناك مهن لا يعلم عنها أهل الصعيد شيئا كمهنة الطيار والملاح(القبطان) و المهن السينمائية والإعلامية ولما بنى هؤلاء أفكارهم على الأفلام أحبوا الصحافة ورأوا فيها حرية الرأى والتأثير فى أذهان الناس والمسئولين وتمنوا العمل بها وسعوا لنشر موضوعاتهم بأية وسيلة واعتبروا النشر فى ذاته مكافأة وإنجازا لهم وجدير بالذكر أن رجلا سأذكر اسما رمزيا له " محمد السيد عبد الجليل" كانت لى تجربة شخصية معه فى العاشرة من عمرى وقد ذكرنى بها الصحفى أحمد عبد الهادى حينما تحدث عنه فى كتابه "انقلاب فى بلاط صاحبة الجلالة " وما زال هذا الرجل مستمرا فى نشاطه الآتى ذكره حتى هذه اللحظة؛ لقد كان ذلك الرجل يجند المئات من الشباب الذين يطمحون للعمل فى الصحافة ، فى سبيل الحصول على إعلانات مقابل نشر موضوعات صحفية لهم ، وبجزء من حصيلة هذه الإعلانات يقوم بطبع نسخ محدودة من الصحيفة التى يوزعها فقط على المعلنيين ، ويكفى الصحفيين نشر موضوعاتهم وأسماءهم .. ومن حصيلة الإعلانات ، أصبح عبدالجليل كبيرا ويقود عمليات نصب واسعة ضد الصحفيين والأدباء الشباب الذين يبحثون عن فرصة للنشر ..حيث قام بتأسيس جمعية زعم أنها لرعاية المواهب ، وفتح باب عضويتها للشباب الموهوبين ، ولأن مصر تزخر بالآلاف ممن لايجدون الفرصة لنشر إبداعاتهم ، فقد انهالت عليه آلاف الطلبات للانضمام لجمعيتة المزعومة ..ورسم الانضمام خمسة جنيهات فقط لاغير ، ولم يتردد آلاف الشباب فى الدفع خاصة وأنه أعلن عن نشر إبداعات الأعضاء فى كتب ودواوين شعر ، وفى صحيفتة الأزهار .. وبجزء من حصيلة رسوم الانضمام يطبع عددا آخر من الصحيفة التى لاتصدر الا فى المواسم والمناسبات ، تضم بين صفحاتها أشعارا وقصصا وموضوعات للأعضاء ويحرص على أن تكون الموضوعات المنشورة اجتماعية فقط لا دخل لها بالسياسة ولا أى شىء آخر حتى يبعد عن المشاكل ، ويرسل نسخه منها لكل عضو ، ويعلن عن نشر سلسله كتب تضم إبداعات الموهوبين ، وعلى الراغبين فى النشر فيها دفع مبلغ خمسين جنيها رسوم الاشتراك فى السلسلة ..وحتى يضمن اصطياد كل السمك يعلن عن مسابقة أخرى لهواة الفن التشكيلى ..والرسوم عشرة جنيهات فقط ..والحقيقة أنه لامسابقة تمت ولا شىء ، ويكتفى عبد الجليل بإرسال رسالة لكل المشتركين تكتبها سكرتيرته الحسناء التى ينتقيها بعنايه فائقة لزوم مقابلة الموهوبين ، ويعتذر فى الرسالة عن عدم فوزه فى المسابقة ، ويأمل فوزه فى المسابقة الجديدة إن شاء الله .. ولأن الرجل الكبير حريص على دعم المواهب فهو لايمانع فى طبع ديوان شعر ، أورواية ركيكة لأحد الشباب الأثرياء كل عامين ذرا للرماد فى العيون ، ولزوم الدعاية ، ويعد الآخرين أن الدور قادم عليهم ..فقط عليهم التواصل مع سيادته ..وفى شارع الترعة البولاقية خصص عبدالجليل مقرا لجمعيتة وأمام الباب علق لوحات زجاجية ، وبداخلها أغلفة لعشرات الكتب التى صدرت عن الجمعية لشباب من مختلف أقاليم مصر ، بينما هى فى الحقيقة ، مجرد أغلفه فقط ، وهذه الأسماء لشباب غير موجودين فى الأصل .
أيضا من أدلة خطأ زعم أن من وجد فرصة حقيقية للعمل بالصحافة سيحصل على قدر جيد من المال ما ذكره الصحفى عبد الحليم قنديل من أنه كان راتبه ألفين جنيها مصريا فقط حين كان رئيسا لتحرير صحيفة العربى عام 2003م وهو طبعا مبلغ ضئيل للغاية .
كنت أعتقد أن العمل بالصحافة والإعلام دون مقابل مادى وأجور الصحفيين الضئيلة أمر جديد طرأ فى عصرنا الحالى لكنى بعدما قرأت كتاب "انقلاب فى بلاط صاحبة الجلالة " للأستاذ أحمد عبد الهادى اتضح لى أن هذا الأمر قديم جدا وطبيعى فى هذا المجال ؛ حيث ضم الكتاب قصصا ومآسى وحكايات شباب الصحفيين اختلطت بالعرق والدموع والدماء اعترفوا بها فوق أوراقهم التى لا يملكون زادا من الحياة سواها وقد أوضح الكتاب جيدا أن الصحافة كمهنة ليست كفيلة لكسب قوت العيش لأن مكسبها يكمن فى الحصول على الإعلانات وهذا أمر متعلق بانتشار الصحيفة فالصحف قليلة الانتشار يصعب عليها الحصول على الإعلانات مهما بذل مندوبوها من مجهود فى محاولة إقناع المعلنين لأن المعلنين قد رسخ فى أذهانهم أن الصحف الأكثر انتشارا الجديرة بالإعلان لديها هى الصحف الثلاث الكبرى القومية لذا فمن أراد مالا من الصحافة فعليه تقليد دور المحامى بنشر قضايا الناس مقابل المال بشرط أن يكون له وزنه فى الصحيفة ليستطيع تنفيذ ذلك وقد أوضح الكتاب ذلك بكل صراحة وبأمثلة واقعية بالأحداث والأماكن والأسماء وعلى سبيل المثال القصة التى سردها الكاتب عن صحفى أعد ملفا عن الفساد الإدارى فى محافظته وقدمه لرئيس التحرير لنشره فما كان من رئيس التحرير إلا أن اتصل بالمحافظ ليساومه على وقف النشر مقابل المال واستجاب المحافظ له ثم فصل رئيس التحرير ذلك الصحفى الذى أعد الملف وأتى بعشرات الخريجين أمثاله الذين يتمنون العمل بالصحافة ليجعلهم يعملون بلا مقابل مادى بحجة أنها فترة تدريب وبعد أن تطول فترة التدريب ويطالب أحدهم بمال يفصله رئيس التحرير كما أنه فى أثناء فترة التدريب تنشر الموضوعات دون اسم كاتبها حتى لا يكون له أى حق فى المطالبة بمال أمام النقابة أو أى جهة أخرى .
على غرار ما يفعله محمد السيد عبد الجليل وبنفس أفكاره توجد مؤسسات واتحادات وهيئات تمنح عضويتها مقابل تسديد الاشتراك السنوى دون وجود أى امتيازات تذكر غير الحصول على بطاقة العضوية ؛فالمقرر فى لوائح تلك المؤسسات أن مزايا العضوية تتمثل فى عقد المؤتمرات وعقد المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية فى نظرى ليس ميزة حقيقية لأن أية جهة تعقد المؤتمرات وتسمح بحضوره لأى فرد وعقد الدورات التدريبية فإنه يكون بمقابل مادى مستقل عن رسوم العضوية وإن كان هناك تخفيض فى الرسوم للأعضاء فإنه ضئيل جدا لا يذكر ولا يضاهى رسوم العضوية ومن هذه المؤسسات اتحاد الكتاب ونقابة الصحفيين الإلكترونيين والمجلس العالمى للصحافة ونقابة المراسلين الأجانب ورغم ذلك تلقى عضوية هذه المؤسسات إقبالا كبيرا من الشباب بهدف الحصول على بطاقة العضوية ظنا منهم أنها فائدة فى ذاتها لكن هذا الزعم خاطئ وقد سبق شرح ذلك فى بداية المقال وجدير بالذكر أن مثل هذه المؤسسات موجودة فى كل المجالات لا الإعلام فقط ؛ فعندما كنت طالبا بكلية الطب البيطرى كانت هناك الجمعية العلمية لطلاب الطب البيطرى وكانت إعلاناتها تنص على أن أنشطتها هى التدريب العملى على أعمال الطب البيطرى والرحلات العلمية وكان اشتراكها قيمته خمسون جنيهاً لمدة عام وكان من يشترك يحصل على بطاقة عضوية ودورة تدريبية عن كتابة السيرة الذاتية ومهارات العرض فقط ولا ينفذ أى شىء مما نص عليه الإعلان وتقيم الجمعية رحلة علمية لبولندا قيمتها ستة الآف جنيه مصرى وهو مبلغ لا يملكه أى طالب بالكلية لأنه لو كان هناك طالب يملك هذا المبلغ لما التحق بكليتنا والتحق بأى جامعة خاصة.
جدير بالذكر أن الكتاب المذكور وغيره من الكتب التى تحدثت عن ذات الموضوع ذكرت المشكلة بتفاصيلها دون ذكر أى حل مقترح .


محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms

نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية
مساوىء التعليم الجامعى فى بلادنا
عندما كنت أدرس بالصف الثانى الثانوى عام 2006م نشرت مقالاً عن مساوىء التعليم فى مدارسنا المصرية فى عمود كامل بصحيفة الأهرام التعليمى ، أما الآن فقد دخلت الجامعة وقضيت عامين أسودين بكلية الطب البيطرى ولم أوفق فيهما وتركتها والتحقت بكلية الحقوق وهأنذا أكتب ما لمسته من مساوىء تعليمنا الجامعى .
لقد ذكرت فى كتابات سابقة أن السبب الرئيسى فى تخلفنا وفى كل مشاكل بلادنا هو جهل وغباء معظم شعبنا الذى يسلط شره على نفسه دون أن يدرى مما أدى إلى فقر معظم شعبنا فأصبحت المشكلة فقرا وغباء وجهلاً والفقر سبب جعل التعليم مجانياً مما أدى إلى فساده وذلك لأن مجانية التعليم جعلت أجور المدرسين ضئيلة والإمكانيات ضئيلة وجعلت الطلاب يفسدون كل شىء فى المدارس ؛ لأنهم لم يدفعوا فيه شيئاً ( وهذا راجع لمشكلة غباء معظم شعبنا الذى يسلط شره على نفسه السابق ذكرها ) .
ولنتحدث عما فعله الغباء والجهل والفقر فى معظم شعبنا ؛ فنظرا لفقر معظم شعبنا لا يستطيع معظم أفراده إلحاق أبنائه بالجامعات الأجنبية أو الجامعات الخاصة مما سبب جعل التعليم الجامعى مجانياً وأدى إلى فساده أيضاً مثل التعليم الأساسى .
أما الغباء فقد جعل كل أب يتمنى أن يصبح ابنه طبيباً أو مهندساً ولا سيما طبيباً ؛ فشعبنا ينظر إلى الطب على أنه رمز للتفوق والمال والاحترام والمكانة المرموقة وهذا يؤدى إلى تدافع الناس كلها على مكان واحد وهذا يتعارض مع فطرتنا التى خلقنا الله عليها لنعمر الأرض ؛ فقد يسر كلا منا لما خلق له ، وقد وصل الغباء والجهل بالناس إلى درجة أن الناس فى مدينتنا بصعيد مصر كانوا لا يعرفون شيئاً نهائياً عن مجالات كثيرة كالسينما والإعلام وإنما يعرفون فقط الطب ويؤمنون به كل الإيمان ولا يشهدون بالتفوق إلا لطالب كلية الطب ، وقد أدت هذه الفكرة الخاطئة إلى رغبة كل الطلاب فى الالتحاق بكلية الطب ليس حبا فى مجال الطب ولكن فى المال والمكانة المرموقة وأدى تدافع الطلاب على هذه الكلية بطريقة التعليم الجامعى المجانى إلى خروج مكتب تنسيق القبول الجامعات عن طوعه وهو معذور فهو لم يجد حلا غير أن يصبح عدد المقبولين بكليات الطب هو عدد أعلى المجاميع الكلية فى الثانوية العامة الذى يماثل عدد الأماكن الخالية بكليات الطب ما أدى إلى تحويل الثانوية العامة من غاية غرضها التعليم إلى وسيلة سيئة جدا للالتحاق بكليات الجامعة وأصبح الناس يعتبرونها مسألة حياة أو موت أو تحديد مصير كما يقولون فكانوا يوهمونى بأنى إذا لم يحالفى التوفيق ولم ألتحق بكلية الطب فلن أجد عملا فى أى مجال آخر وأدى ذلك إلى بدء الطلاب فى الدروس الخصوصية مذ بدء الأجازة الصيفية بالتعاقد مع عدد كبير من المدرسين لا بغرض التعليم إطلاقا وإنما بغرض إحراز الدرجات بأى وسيلة ممكنة أو غير ممكنة أو حتى غير مشروعة لحجز مكان فى كليات القمة وقد خضت تلك التجربة وعرفتها وعرفت أنها خاسرة و فاشلة كل الفشل لا محالة لأنك مهما فعلت ومها اجتهدت ومها حصلت على مجموع كبير فلن تدخل الكلية التى تريدها وإنما التى يعطيها لك مكتب التنسيق فمثلا من يريد الالتحاق بكلية الطب البشرى مثلا مهما أحرز مجموعا كبيرا فإنه سيخضع لمكتب التنسيق وقد يحالفه الحظ أو لا يحالفه ويودى به إلى كلية الصيدلة أو الطب البيطرى أو طب الأسنان أو العلاج الطبيعى حسب حظه وهذا فضلا عما يحدث من أخطاء فى أسئلة امتحانات الثانوية العامة التى غالبا ما تجعل الحظ هو الفيصل ولكن أساس فشل التجربة هو التحاقك بكلية لا تريدها وأنك مهما فعلت فستدخل الكلية التى على هوى مكتب التنسيق لاعلى هواك.
وعن تجربتى الخاصة فقد كنت أتمنى الالتحاق بكلية الطب والتحقت بالقسم العلمى بالثانوية العامة وكنت كمن يدخل حربا ضروسا -لا بديل عن الانتصار فيها -يعد لها كل الإعداد وكان عزمى على أن أحرز مجموع الـ 100% لا يفوق عزمى على أى شئ آخر فى حياتى وكانت المفاجأة أنى فى المرحلة الأولى من الثانوية العامة نسيت أن أجيب عن سؤال فى مادة الكيمياء قدرة خمس درجات وحصلت على 45 درجة من خمسين درجة فى الكيمياء وكان مجموعى الكلى فى المرحلتين 97% وأودى بى إلى كلية الطب البيطرى وطبعا كان معظم شعبنا بما فيه من الغباء والجهل يكره تلك الكلية ولا يحترمها ويعتبرها بلاء لكنى كنت سعيدا جدا بأن مكتب التنسيق لم يخذلنى وأعطانى كلية طبية وحمدت الله ودخلت الكلية فوجدت أنى الطالب الوحيد بها السعيد بدخوله هذه الكلية وخلال تجربتى بالكلية لمست مساوئ التعليم العالى لدينا وعرفت جيدا لماذا لا تنجب مصر علماء فى العلوم الطبيعية بينما تنجب عظماء فى العلوم الإجتماعية وذلك لأن من أراد تعلم العلوم الإجتماعية فالكتب موجودة أمامه وبإمكانه تحقيق ما يريد دون الاستعانة بأحد أما من يريد تعلم العلوم الطبيعية فى جامعاتنا فإنه يضرب بالأحذية على رأسه من قبل الأساتذة الذين ضربوا قبل ذلك من قبل أساتذتهم وعموما سأشرح تجربتى وأستنبط مع كل حادث فيها عيبا فى تعليمنا الجامعى .
كانت الكيمياء أول مادة درسناها فى أول يوم لنا بالكلية وفى المعمل كان معيد كلية العلوم يسبنا ويعيرنا بأننا طلاب الطب البيطرى وبأننا نتعامل مع الحيوانات- وأقسم بالله أنى لو كنت مسئولا آنذاك لفصلته فصلا نهائيا فى تلك اللحظة- وجعل المعيد يسرد طلاسم وتجارب ولم نفهم منها شيئا وأمرنا بكتابتها وانتهى الدرس العملى وقد أمرنا المعيد بحفظ هذه التجارب وكانت أشبه بالطلاسم وحفظها يعد حفظ فهرس أى شئ لا يحفظ مما جعلنا نتعقد ونظن الكيمياء أصعب مادة ثم أخبرنا طلاب الفرقة الثانية بأن التجارب تكون مجمعة فى جدول موجود بالكافيتريا وعلينا شراؤه من هناك لأنه لا يسمح بدخول الامتحان دون حمل هذا الجدول وهو ليس للحفظ ولكن للامتحان وهنا يظهر أول خطأ وهو عدم وجود كتاب عملى مقنن صادر من الكلية به شرح مفصل لا يترك صغيرة ولا كبيرة تدع الفرصة لمعيد أن يكذب علينا أو يضلنا أو يتهاون فى شرح شىء لكن الكتاب العملى الصادر من الكلية كان أشبه بالدفتر الفارغ الذى يجب ملؤه بكلام المعيدين ومثلا فى مادة الهستولوجى كان المعيد يرسم الرسوم على السبورة بصورة خاطئة وبالتالى ينقلها الطلاب بصورة أكثر خطأ وهذا لعدم وجود تقنين للكتاب العملى وطبعا كان هذا العيب هو أجل العيوب فى كل المواد الدراسية وفى مادة التشريح مثلا تجد ألاطلس المجسم المطبوع يباع فى المكتبات ولا يصدر عن الكلية ولا أحد يرشدك إلى شرائه أما عن الكتب النظرية فتجد الكتاب مكتوبا عليه إعداد قسم الهستولوجى مثلا وهذا معناه أن الكتاب مكتوب من عشرات السنين دون تطوير وسيدرس كل موضوع فى الكتاب أستاذ معين وهذا معناه أن كل موضوع فى الكتاب ليس مكتوبا عل هوى الأستاذ الذى سيشرحه فتجد كل أستاذ عندما يدرس الجزء المطلوب منه يشرح أشياء غير موجودة فى الكتاب تماما ويكون الطلاب مطالبين بكتابة كل كلمة يشرحها وراءه وهذا يستحيل عمليا وكفانا كلام شعارات وكفانا خداع أنفسنا لأن هناك أشياء لا يمكن كتابتها وراء الأستاذ بصورة صحيحة مثل المعادلات والرموز الكيميائية والمصطلحات الهجائية وهذه المشكلة تتمثل فى عدم وجود كتاب مقنن للمنهج وهذا يعد جل المساوىء وأساس الفساد ؛ لأن الكتاب هو أساس العلم ؛ ومصدره الموثوق ، فكيف نعلم أبناءنا بلا كتب ، وترتيبا على ذلك تجد أن الأستاذ الذى يضع الامتحان غير الأساتذة الذين درسوا و من يضع الامتحان التحريرى غير الممتحن شفهيا ، وهذا الاختلاف وعدم التقنين وسوء التنظيم يؤدى إلى جعل الممتحن تحريرياً يأتى بأسئلة عن أشياء لم تدرس أصلاً وهو معذور لأنه لم يدر ماذا درس ولا يوجد كتاب مقنن يوضح ما درس، وكذلك يفعل الممتحن شفهياً أيضاً .
وطبيعى أن تجد شرحاً سطحياً أو عدم شرح ومحاولات تعقيدية آتية من الأساتذة والمعيدين ؛ لأنهم قد عانوا هذه المساوىء وهم طلاب وضربوا بالأحذية على رءوسهم من قبل الأساتذة لذا فهم يروون غليلهم برد الإساءة على حساب الطلاب بالأخذ بقول الشاعر : " إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر " .
وتأتى امتحانات أعمال السنة فى توقيت سيىء جداً فمثلاً تكون امتحانات نصف العام فى منتصف شهر يناير والمناهج الدراسية لا تنتهى إلا بانتهاء شهر ديسمبر وتكون امتحانات أعمال السنة فى النصف الثانى من شهر ديسمبر والامتحانات العملية تمتد من أواخر شهر ديسمبر وتنتهى قبل الامتحانات النظرية بأسبوع على الأكثر ، وفى هذه الحالة فإن الطالب خلال شهر ديسمبر يحتار هل يذاكر ما درسه اليوم من مناهج أم يذاكر المادة التى سيمتحن فيها امتحان أعمال السنة غداً أم يراجع المادة النظرية استعداداً لامتحانات نصف العام أم يراجع المادة العملية استعداد للامتحانات العملية بعد أسبوع وجدير بالذكر أن نمط أسئلة امتحانات نصف العام يختلف كلياً عن نمط أسئلة امتحانات أعمال السنة فلا يصح أن يظن أحد أن الطالب عندما يذاكر استعداداً لامتحان أعمال السنة سيفيده استذكاره لامتحان نصف العام وهذا لأن وضع أسئلة امتحان نصف العام يختلف كلياً عن وضع وطريقة أسئلة امتحان أعمال السنة أى أن المذاكرة استعداداً لهذا الامتحان تكون بطريقة وبكيفية مختلفة كلياً عن طريقة المذاكرة لذلك الامتحان .
وفى الامتحان العملى كان لابد أن نتجمع فى الساعة العاشرة صباحاً ويتم حبسنا داخل المعامل ويكون الدخول للامتحان بالترتيب الأبجدى ونظراً لأن اسمى " محمود " يبدأ بحرف الميم ذى الترتيب الأبجدى المتأخر فكنت أدخل الامتحان فى الساعة السادسة مساءً بعدما أظل محبوساً داخل المعمل ثمانى ساعات كاملة ، أما الامتحان الشفهى فكان موعده فى الساعة الثانية عشرة ظهراً وكان علينا أن نقف أمام مكتب الأستاذ الممتحن – حيث لا يوجد مكان للجلوس- أوقات طويلة لأنه كان يتأخر عن موعده وإلى أن يأتى دورى فى الترتيب الأبجدى .
أما عن الأنشطة التى كانت موجودة بالكلية فطبيعى ألا توجد أنشطة عملية إطلاقاً وإنما كانت هناك الجمعية العلمية لطلاب الطب البيطرى وكانت إعلاناتها تنص على أن أنشطتها هى التدريب العملى على أعمال الطب البيطرى والرحلات العلمية وكان اشتراكها قيمته خمسون جنيهاً لمدة عام وكان من يشترك يحصل على بطاقة عضوية ودورة تدريبية عن كتابة السيرة الذاتية ومهارات العرض فقط ولا ينفذ أى شىء مما نص عليه الإعلان وتقيم الجمعية رحلة علمية لبولندا قيمتها ستة الآف جنيه مصرى وهو مبلغ لا يملكه أى طالب بالكلية لأنه لو كان هناك طالب يملك هذا المبلغ لما التحق بكليتنا والتحق بأى جامعة خاصة ، وعن النشاط الثقافى فكان الطلاب يجمعون مقالات تافهة جداً من الشبكة العالمية- الإنترنت- ويطبعونها فى مجلات بالكلية ولا أحد يستفيد شيئاً من هؤلاء الطلاب الذين كتبوا هذه المجلات ، ولكن الحق أحق أن يتبع فإنى لا ألوم الكلية على فساد الأنشطة بها لأن كل شىء له وقته ومكانه والتخصص أهم شىء ولا أحد يتعلم السباحة بالمدرسة رغم وجود نشاط رياضى بها ؛ لأن التخصص أساس النجاح والقوة .
المساوىء التى ذكرتها لا يشعر بها أحد سوى من جربها لا من قرأها أو سمعها لأن يده فى الماء وشتان بين طعم الثلج وطعم النار ؛ فإن هذه الأسباب تشكل فساداً لا يوصف ويجعل هذا الفساد والفوضى نجاح الطلاب أمراً إن لم يكن مستحيلاً فسيكون مبنياً على الحظ والحظ أنذل ما فى الوجود فإن نصرك اليوم لن ينصرك غداً وإن نصرك اليوم وغداً لن ينصرك بعد غد لذا تجد من ينجح بالحظ فى العام الأول يرسب فى العام الثانى ومن ينجح فى العامين الأول والثانى يرسب فى العام الثالث وهكذا وقليل جداً من يرحمه الله ويكرمه بحسن الحظ وينجح فى الأعوام الخمسة ويخرج وهو لم يتعلم شيئاً مفيداً وإنما حصل على شهادة مظهرية فقط ، وبعد كل هذا هل ما زلت عزيزى القارىء تتساءل لماذا لا تنتج بلادنا علماء ؟! .
بعدما شربت الكأس المرة فى تلك الكلية كنت أتساءل هل هذا جزائى على اجتهادى وتفوقى الدراسى طوال عمرى وحصولى على مجموع كبير فى الثانوية العامة ، وقد كنت طوال عمرى طيباً ولم أؤذ أحداً ؟! هل يجور على الزمن لهذا الحد وأتجرع كأس الرسوب المرة وأتعرض للقهر فى منزلى والكل يصفنى بالفشل والرسوب ويجعل الحظ السيىء شخصاً لا يساوى مليماً يسخر منى ويصفنى بالفشل بعدما كنت طوال عمرى رمزاً للتفوق والاجتهاد وكنت كالعلم الذى يحييه طلاب ومدرسو المدرسة كل صباح ؟ !
من أسوأ الأشياء فى الدنيا أن تجد جزاء إحسانك عقابا.
إن من كانت ينجح بتلك الكلية كان يتسم بالصبر لأبعد حد فكان يصبر على مساوىء الكلية صبراً جميلاً ويحاول أن يعمل قدر استطاعته ويصبر ويتحمل فشله وإخفاقه المتكرر الذى يشعره بأنه يتعب ويعمل دون جدوى ؛ إلا إن هذا الطالب فى النهاية لو نجح فسيكون قد نجح بالحظ أيضاً ؛ لأن مساوىء الكلية السابق ذكرها لا تعطى أحداً فرصة للاجتهاد والنجاح بالحظ يجعل حالتك النفسية سيئة لأنك تقضى كل عام وأنت على كف جنى لا تعلم هل تسير فى الاتجاه الصحيح أم لا وتشعر بأنك قليل الحيلة لا تستطيع فعل شىء ، ولكن الغالبية العظمى من طلاب الكلية يتعرضون للرسوب المتكرر وبالتالى يتعرضون للقهر فى منازلهم ولا مجال لأن يصدقك أهلك عندما تشرح لهم هذه المساوئ -مثلما أنا واثق كل الثقة فى أنك عزيزى القارئ عندما تقرأ مقالى هذا لن تصدقه وإنك لمعذور لأنه كلام لا يصدق ولا يشعر به إلا من جربه ولسع بناره - وإذا أردت ترك الكلية والتحويل لكلية أخرى فلن يوافق أهلك لأنهم ينظرون للكلية على أنها كلية طبية لها مجالات عمل لا حصر لها وسيذكرون لك أن لك زملاء قد نجحوا فى تلك الكلية وآخرين تفوقوا وإذا حاولت أن تفهمهم مساوىء الكلية لن يقتنعوا مطلقاً، وسيذكرون لك أيضاًَ أن الآلاف من طلاب القسم العلمى الذين لم يحالفهم الحظ بالالتحاق بكلية طبية يتمنون الالتحاق بكليتك ، وأنك لو تركت مجال الطب لن تجد عملاً فى مكان آخر ويشعرونك بأن الطب هو المجال الوحيد الذى يضم فرص عمل وسيطلبون منك البقاء فى الكلية لكى تصبح طبيباً حتى ولو رسبت فيها عشر سنوات وهذا طبعاً يتعارض مع نظرية أنك لابد أن تكون قوياً فى مجالك وإلا فستعذب حتى موتك ، ويتعارض أيضاً مع نظرية أن طرق الخير أكثر من أن تحصيها فكيف يقولون لك أن الطب هو المجال الوحيد الذى به فرص عمل .
لذا يكون من التحق بتلك الكلية قد حكم عليه بالتعذيب وحرق الأعصاب وغليان الدماء وتدمير حالته النفسية مدى الحياة لا محالة ؛ فإنه لا يستطيع الاجتهاد ولا الصمود ولا التحويل لكلية أخرى .
بعد كل ما ذكرته كان طبيعياً أن أرسب فى العام التالى لى بالكلية وأتركها بعدما كانت تمثل فى نظرى شخصاً يمسك سوطا ويضربنى به طيلة عامين .
طبيعى أن تظن عزيزى القارىء أن كلامى هذا ناتج عن فشلى بالكلية وأن تردد القول القائل " عندما ينهار البناء تنتشر الجرذان" ، لكنى أقسم لك أن هذه هى الحقيقة وأن أوائل الكلية يعترفون بهذه المساوىء واسمع ما يقوله عظماء علمائنا المصريين عن تعليمنا العالى :-
-المهندس المصرى حاتم سعيد صاحب مشروع " ابنى بيتك " الذى أشاد به الوزير يقول " رسبت سنتين بكلية الهندسة ولو تركت نفسى للكلية لأصبحت فاشلاً " .
-ويقول "أ.د.عصام حجى" العالم المصرى الذى يعمل بوكالة الفضاء الأمريكية " ناسا " وكان قد حصل على ثلاث إنذارات بالفصل من جامعة القاهرة مسبقاً : الوضع فى الجامعات المصرية يشبه أعمى يقود سيارة دون فرامل وأمامه حائط وتكون النتيجة قتل البحث العلمى ونزيف العقول المصرية .
وجدير بالذكر أنه لا توجد حتى الآن كلية واحدة مصرية معتمدة عالمياً .
من الآباء العقلاء الذين يملكون المال من يجعل ابنه يمر بمرحلة الثانوية العامة كمرحلة عادية جداً بالخروج من سباق الثانوية العامة بكل ما يحويه من خسائر ويجعل ابنه يلتحق بإحدى الجامعات الأجنبية أو الخاصة فى التخصص الذى يريده ، ومنهم من يرى أن السلطة أعظم شىء فى بلادنا فيحاول إلحاق ابنه بكلية الشرطة فإن التحق كان بها وإن لم يحالفه التوفيق فله الخيار الأول ، وقد رأيت استحساناً كبيراً من فئة هؤلاء الآباء والأبناء للأكاديمية العربية البحرية للعلوم والتكنولوجيا .
بعد ما ذكرته عن ذلك المكان السيئ أرى أن الإنسان إذا رأى مكانا سيئا كذلك لا يستطيع فعل شىء إيجابى فيه ويبقى مشلولا فعليه أن يرحل منه دون جدال وقد يحتج البعض بأن الله سبحانه سيجازيهم على صبرهم على الفساد فى ذلك المكان ولكنى أرد عليهم بأنهم لم يستطيعوا فعل شىء إيجابى -كالاستذكار مثلا – يحتجون به أمام الله ويبقون مشلولين وتحت رحمة الحظ والحظ أنذل ما فى الوجود فلا أمان له فإن نصرك اليوم لن ينصرك غدا وإن نصرك اليوم وغدا فلن تأمن مكره بعد ذلك وأدلل على ذلك بدليل عملى ؛ فقد كان لى زميل بتلك الكلية رسب فى العام الأول وأعاده ثم صعد للعام الثانى ورسب فيه وكان قد عرف مساوئ المكان جيدا ونصحته بتركه لكنه أصر على البقاء وأعاد العام الثانى ورسب ثانية وحينها فصل من الكلية بعد ضياع أربع سنوات من عمره كما أنه فى هذا العام 2010م الذى فصل فيه ألغى نظام الانتساب بالكليات الحكومية المصرية وبالتالى لا يحق له الانتساب لإحدى الكليات كما لا يحق له الالتحاق بالجامعة المفتوحة إلا بعد مرور خمسة أعوام من حصوله على الثانوية العامة لأنه قد حصل عليها أيام اللائحة القديمة عام 2006م وبذلك يكون استمراره بعناد فى ذلك المكان قد أضاع خمسة أعوام كاملة من عمره هباء.
كما أدلل على ذلك بدليل من التاريخ ؛ فحين كان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يعمل قاضيا وبنى الوزير معين الدين غرفة فوق أحد المساجد ليجلس فيها مع أصدقائه اشتكى الشيخ ذلك الأمر للسلطان فلم يرد عليه فاستقال الشيخ من القضاء وقال :"إنى لا أتولى القضاء لسلطان لا يعدل فى القضية ولا يحكم بالسوية .

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخيناير2010م

-أنشىء موقع إلكترونى حكومى لتنشر عليه إعلانات الوظائف الحكومية وهو Jobs.gov.eg لكن هذا الموقع لم يك ينشر كل إعلانات الوظائف الحكومية المتاحة الصادرة عن الوزارات فكثيرا ما رأيت إعلانات وظائف للوزارات والمصالح الحكومية تنشر بالصحف ولا تنشر بهذا الموقع